هل ترسل رسالة أو ورقة تدخلك الجنة وتسبب لك خيراً كثيراً؟
د. زياد موسى عبد
المعطي
ماذا تفعل إذا جاءت لك ورقة أو رسالة على الموبايل مكتوب فيها
أن شخص ما قد رأى الرسول في المنام أو مكتوب فها أحاديث نبوية أو آيات قرآنية،
ومطلوب ممن يقرأها أو يراها أن يوزعها على 25 أو 50 شخص، ومن يفعل ذلك سوف ينال
حسنات كثيرة ويحدث له خيراً كثيراً، ومن لا يفعل ذلك سوف يكون عليه إثم، وسوف تحدث
له أشياء غير جيدة؟؟؟ ومكتوب أن هذا الكلام عن تجربة، حيث أن شخص ما قد قرأ مثل
هذه الأوراق أو الرسائل وقام بنشرها أو توزيعها وحدثت له أشياء جيدة، وشخص آخر لم
يوزع أو ينشر هذه الأوراق أو الرسائل وحدثت له أشياء غير جيدة!!!!
إذا وصلك مثل هذه الرسائل أو الأوراق هل تصدق مثل هذا الكلام أم
لا تصدق؟ هل توزع وتنشر مثل هذا الكلام أم لا؟
هذه المقالة محاولة لمناقشة هذا الموضوع بأدلة من القرآن
والسنة
موضوع رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام ورد في
أحديث صحيحة، ولكن ليس بالصورة الموجدة في هذه الأوراق أو هذه الرسائل، فعن جابر
بن عبد الله أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مَن رَآنِي في النَّوْمِ فقَدْ رَآنِي، إنَّه لا يَنْبَغِي
لِلشَّيْطانِ أنْ يَتَمَثَّلَ في صُورَتِي" (صحيح مسلم)، وعن
أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن رَآنِي في المَنامِ فقَدْ رَآنِي، فإنَّ الشَّيْطانَ لا يَتَمَثَّلُ في صُورَتِي، ومَن
كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار"ِ
(صحيح البخاري). هذه الأحاديث تعني أن من يرى رسول الله في المنام فقد رآه حقاً،
ولكن هذا لا يعني أن نأخذ أحكام جديدة في الإسلام من مثل هذه الرؤية.
وكما نعلم فإن الوحي الأمين نزل إلى خاتم الأنبياء والمرسلين يوم حجة الوداع "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" (المائدة: من الآية 3).
توزيع مثل هذه الأوراق لن يضر ولن ينفع، حيث قال الله سبحانه
وتعالى "قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا
ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (التوبة: 51). وكذلك فإنه
في الحديث الشريف الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه " أنه ركِبَ خلفَ
رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومًا فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ
عليهِ وسلَّمَ: يا غلامُ إني مُعَلِّمُكَ كلماتٍ، احفظِ اللهَ يَحفظْكَ، احفظِ
اللهَ تجدْهُ تُجاهَكَ، وإذا سألتَ فلتسألِ اللهَ، وإذا استعنتَ فاستعنْ باللهِ، واعلمْ
أنَّ الأمةَ لو اجتمعوا على أن ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبهُ اللهُ لك، ولو
اجتمعوا على أن يَضروك لم يَضروك إلا بشيٍء قد كتبهُ اللهُ عليك، رُفعتِ الأقلامُ
وجفَّتِ الصُّحفُ" (مسند أحمد – حديث صحيح). وهذا يعني أن الكلام المكتوب في
مثل هذه الرسائل يخالف العقيدة الإسلامية مما ورد في القرآن والسُنة.
أما عن الأوراق أو الرسائل المكتوف فيها آيات قرآنية أو أحاديث
نبوية، أو أدعية، أو اذكار، أو أسماء الله الحسنى، ومطلوب ممن يقرأها نشرها لكي
ينال الثواب، ويتجنب الإثم لعدم نشرها، فهي إصدار جديد لمن يطلب نشر ما رآه في
المنام ويدعي أنه ما قاله له رسول الله كما تم ذكره في هذه المقالة.
مثل هذه الأوراق أو الرسائل كلام غير صحيح، ولم يرد مثل ذلك عن الرسول أو
الصحابة، أو الفقهاء في أي زمان.
نشر العلم له ثواب عظيم، ولكن لم يرد مثل ما هو مكتوب في هذه
الأوراق أو الرسائل، وكما تم التوضيح فإن من يكذب على رسول الله صلى الله عليه
وسلم فإن جزاؤه يوم القيامة النار؛ جهنم وبئس القرار.
اجعل هذه الخرافات تقف عندك في أي صورة أو إصدار.