الماء نعمة من
الله
تأمل في
علاقات الماء مع الكائنات الحية
د. زياد موسى عبد المعطي
أحمد
الماء هو أساس الحياة، وبدون ماء لا توجد حياة، والله عز وجل خلق من الماء كل الكائنات الحية "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ " (الأنبياء: 30).
الماء
هو المكون الأساسي لجميع خلايا الكائنات الحية، والماء له علاقات مختلفة ومتباينة
مع الكائنات الحية، سوف نتطرق لعلاقات الماء مع الانسان والحيوان والنبات،
ونرى ونتفكر في قدرة الله الخالق عز وجل في الماء مع هذه الأحياء.
فهيا
بنا في رحلة قصيرة نتفكر في الماء، الماء ذلك السائل العجيب الذي منحه
الله صفات عجيبة وغريبة، وجعله سر الحياة، فلنتفكر في الماء، ونرى عجيب صنع الله.
علاقة الماء بالإنسان
الماء
هو مادة خلق الإنسان، حيث أن مادة خلق أبونا آدم الطين هي نتيجة اتحاد التراب
بالماء، "وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ
نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً" (الفرقان: 54)، "وَلَقَدْ
خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ" (المؤمنون: 12)، وخلق ذرية
آدم من البشر من التقاء نوعين من الماء، ماء الذكر وماء الأنثى، بما يحملانه من
أمشاج ذكرية وأنثوية، وعندما يحدث الإخصاب ويتكون الزيجوت والجنين، تحمي السوائل
(التي أغلب تكوينها ماء) الموجودة في المشيمة الجنين من الصدمات)، (الَّذِي
أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ، ثُمَّ
جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ) (السجدة: 7 - 8) ،
"أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ . فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ
مَّكِينٍ. إِلَى قَدَرٍ مَّعْلُومٍ " (المرسلات:20-23).
الماء
المكون الأساسي في جسم الانسان، فالماء يمثل حوالي 70% من الجسم، والماء مكون
أساسي لكل خلايا وأنسجة الجسم المختلفة، والماء له وظائف عديدة في جسم
الانسان، منها أنه المكون الرئيسي لسوائل الجسم، فالماء المكون الأساسي في الدم،
والإنزيمات والهرمونات، والإفرازات المختلفة في الجسم، وكذلك الماء ينظم
درجة حرارة الجسم، من خلال إفراز العرق، وغير ذلك.
الماء
أهم المدخلات وأهم المخرجات التي تدخل جسم الانسان، فالماء
يدخل الجسم عن طريق شرب المياه النقية أو المشروبات الأخرى، وكذلك مع
الطعام، والماء أهم وسيلة إخراجية، حيث
يخرج الماء من الجسم ليخلص الجسم من العديد من
السموم والمركبات الضارة، عن طريق البول عن طريق الجهاز البولي، أو عن طريق العرق
عبر مسام الجلد، أو من الأنف عبر الجهاز التنفسي خلال عملية الزفير على صورة بخار
(بخار الماء)، وكذلك توجد نسبة معينة من الماء في البراز، فبدون
شُرب الماء يموت الانسان من العطش، لا يستطيع الانسان أن يعيش بلا
ماء أكثر من أربع ايام، وبدون إخراج الماء يموت الانسان لتراكم السموم
في جسمه.
وكذلك
فإن المياه في المسطحات المائية (الأنهار والبحيرات والبحار والمحيطات) هي طريق
ممهد للسفر بواسطة المركبات المائية (السفن والمراكب والقوارب) ، وهذه آية من آيات
الله الواضحة الجلية، فيقول الله سبحانه وتعالى "وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ
لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ"
(إبراهيم: 32)، وكذلك يمكننا السباحة على سطح المياه أو الغوص في أعماق المسطحات
المائية، وإذا لم يتم الاعداد المناسب للمركبات المائية يكون المصير هو
الغرق والهلاك، ومن يلقي نفسه أو يٌلقى به في المسطحات المائية ولا يجيد السباحة يكون
الغرق مصيره، إلا نبي الله يونس الذي نجاه الله من الغرق حين التقمه الحوت، ثم
نبذه في العراء.
الماء
جند من جنود الله أهلك به الكفار الذين لم يؤمنوا برسول الله نوح عليه السلام، حيث كان الطوفان الذي
أغرق الكفار، ونجا الله به نوحاً عليه السلام والذين آمنوا معه في السفينة، وطهر
الأرض من الكافرين بهذا الطوفان، "كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ
فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ، فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي
مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ،
وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ،
وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ ، تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً
لِمَنْ كَانَ كُفِرَ، وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آَيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ،
فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ، وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآَنَ لِلذِّكْرِ
فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ، كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ"
(القمر: 9 – 18) .
والمياه
في المسطحات المائية قد تهلك البشر حين تفيض وتزداد مثل فيضانات الأنهار التي تهلك
الزرع وتدمر البيوت، وكذلك ظاهرة تسونامي التي دمرت مناطق شاسعة وشردت الملايين.
الماء
يطهرنا ويغسل أبداننا، عند الاغتسال أو الاستحمام، والوضوء بالماء الطهور شرط لصحة وقبول
الصلاة، والاغتسال عند اعتناق الاسلام مطلوب للتطهر من الشرك والدخول في دين الله.
الاغتسال
بالماء أو الوضوء يؤدي إلى النشاط والحيوية، فعند الاستيقاظ من
النوم والقيام بالوضوء أو الاغتسال يشعر الإنسان بالنشاط والحيوية، ويذهب الكسل
والرغبة في النوم.
منظر الماء يذهب
الحزن للإنسان ويعطيه شعور بالراحة والسعادة، ولذلك فإن التنزه في
حدائق تطل على المسطحات المائية تشيع في النفس البهجة والسرور. وكذلك فإن المنازل
التي تطل على المسطحات المائية في أي مكان يكون لها سعر أفضل من غيرها ولها سحرها
الخاص وجاذبيتها الخاصة.
العلاج بالماء
يستخدم الماء منذ قديم الأزل في العلاج الموضعي، فالماء الساخن والماء البارد لهما استعمالات معروفة منذ قديم الزمان كعلاج، وهناك دراسات كثيرة لاستعمال الماء في العلاج الطبيعي، بل شرب الماء دواء فعال وتتم عليه العديد من الدراسات والأبحاث.
فالاستعمال
الموضعي للماء البارد يستخدم لتخفيض درجة حرارة الشخص المصاب بحمى أدت
إلى ارتفاع درجة الحرارة، فكمادات الماء البارد هي وسيلة فعالة لخفض درجة
الحرارة، كما أن الماء البارد أو الثلج يستخدم كوسيلة فعالة في العلاج
الطبيعي بعد حدوث الكدمات لتقليل أو منع حدوث التورمات، حيث أن الثلج
أو الماء البارد يقلل توارد الدم إلى مكان الاصابة، أما الماء الساخن
فيستخدم
بعد حدوث التورمات حيث يقوم بتوسيع الأوعية الدموية ويتسبب في فك التورمات، والماء
الساخن يستخدم في العلاج الطبيعي لعلاج آلام المفاصل وآلام العمود الفقري حيث
يؤدي الماء الساخن إلى انخفاض التوتر العضلي. ومازالت الأبحاث والدراسات
تكشف الجديد عن فوائد واستخدامات الماء في العلاج الطبيعي.
أما
شُرب الماء فهو
علاج فعال، حيث أنه من المعرف أن المصابون بنزلات برد أو التهاب الحلق ينصحهم
الأطباء بشرب مشروبات ساخنة حيث يؤدي ذلك إلى توارد الدم منطقة الحلق بكمية أكبر
بما يحمله من أجسام مضادة ليكافح الميكروبات التي تغزو الجسم بكفاءة
أكبر. وكذلك فإن شرب الماء صباحاً بعد الاستيقاظ قبل تناول الطعام له
فوائد عديدة منها أن يغسل الكلية ويكافح تكوين الحصوات وينقي الدم من الكثير من
السموم، وغير ذلك كثير، وهناك أبحاث تجرى لتقنين شرب الماء كأحد وسائل
علاج الكثير من الأمراض.
الماء والحيوان
الله
خلق جميع الحيوانات من الماء "وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء
فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ
وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (النور: 45).
كما
في الانسان فإن الماء هو المكون الرئيسي لأجسام الحيوانات، وهو المكون الأساسي
لخلايا الحيوانات، ولسوائل أجسامها المختلفة، وكذلك هو أهم المدخلات والمخرجات
لأجسام الحيوانات.
الحيوانات
منها ما يعيش على اليابسة، ومنها الطيور وبعض الحشرات تطير، ومنه ما يعيش على
اليابسة ولا يطير أو يستطيع العيش في الماء، الحيوانات التي تعيش على اليابسة
تختلف في درجة تحملها لنقص المياه وتحمل على العطش، وأشهر الحيوانات تحملاً للعطش
هو الجمل الذي يطلق عليه سفينة الصحراء لشدة تحمله للعطش، وكذلك توجد بعض الزواحف
والحشرات ولعناكب التي تعيش في المناطق الصحراوية وتسطيع أكثر من غيرها تحمل تقص
المياه لفترات طويلة نسيباً.
من
نعم الله أننا نأخذ من المسطحات المائية آلاف الأطنان يومياً من الأسماك يصطادها الصيادون في
مختلف الدول على سطح الأرض، دون مجهود يذكر من البشر في تربية وإنتاج هذه الأسماك،
وكذلك ما يخرج من البحار والمحيطات من مجوهرات وثروات عظيمة "وَهُوَ الَّذِي
سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ
مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ
وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (النحل: 14)،
"وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ
وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا
وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ
لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (فاطر: 12). وكذلك
يمكن انتاج الأسماك في المزارع السمكية.
هناك
تنوع واختلاف كبير في علاقة الحيوانات بالماء، فهناك الكثير من
الحيوانات التي تعيش على اليابسة ولا تستطيع السباحة وتغرق في الماء، وهناك
حيوانات تستطيع المعيشة في البر والماء مثل الضفادع والتماسيح ، بل يوجد طيور لا
تطير تستطيع المعيشة والغوص في المياه مثل طائر البطريق، ويوجد أنواع من الطيور
تطير وتسبح في الماء وتتغذى على الأسماك مثل طائر البجع،
ويوجد حيوانات ثديية تعيش في المياه مثل عجل البحر ( يسمى أيضاً
الفقمة بالإنجليزية seal) وهناك العديد من الحيوانات المائية مثل نجم البحر، والأخطبوط
وغيرها.
وإذا
كان المسطحات المائية تنتج لنا الأسماك نأكلها وتمثل لنا غذاءً شهياً، فهي أيضاً
بها كائنات أخرى مفترسة يمكن أن تأكلنا، وتعتبر الإنسان لها غذاءً شهياً لها مثل أسماك
القرش، والحيتان، والتماسيح.
علاقة الماء بالنبات
الماء
هو المكون الرئيسي أيضاً في خلايا النباتات،
ووجود الماء ضروري لبداية حياة النبات من خلال عملية الانبات
" وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ
اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ" [الحج – جزء من
الآية 5 ] ، "أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنزَلَ لَكُم
مِّنَ السَّمَاء مَاء فَأَنبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَّا كَانَ
لَكُمْ أَن تُنبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ
يَعْدِلُون" (سورة النمل: 60)، فالبذور تكون في حالة كمون قد تستمر لعدة
سنوات ولا تبدأ الإنبات إلا في وجود الماء، سواء أكان بالمطر أو بالري بوسائل
أخرى.
والماء يروي النباتات
المختلفة الموجودة في نفس التربة فينتج نباتات مختلفة الأشكال والألوان ، ومختلفة الطعم، (وَهُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا
مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ
طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا
أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)
(الأنعام:99)، "وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ
أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاء
وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ" (الرعد: 4)، فالماء واحد والتربة واحدة
والنباتات مختلفة بقدرة الله عز وجل، وبقدرته سبحانه وتعالى الذي أودع في كل نبات
صفاته الوراثية في الجينات (الموروثات) الخاصة به، فبجوار الورود تنبت الأشواك،
وبجوار الأشجار تنمو نباتات صغيرة، وبجوار نباتات المحاصيل تنبت الحشائش، فهذه آية
واضحة جلية لقدرة الله عز وجل.
الماء
يروي النباتات، وبدون حصول النباتات على ما يكفيها من الماء يحدث لها
جفاف وتموت وتذبل، ولكن الماء إذا زاد عن الحد المطلوب يؤدي إلى اختناق
الجذور، وموت النباتات، وتختلف كمية المياه المطلوبة لري النباتات من نبات لآخر،
بعض هذه النباتات تحتاج لمياه قليلة، وبعضها يحتاج للغمر بالماء لفترات طويلة من
دورة حياته مثل نبات الأرز.
وهناك
العديد من النباتات البرية التي تنمو في بيئات مائية، سواء أكانت مياه عذبة
أو مياه مالحة، حيث أنه في المياه العذبة يوجد نباتات تنمو على
سطح الماء مثل نبات بسنت الماء Waterhyacinth
(ويطلق عليه أيضاً ورد النيل أو البشنين)، أو مغمور في الماء أو في
قيعان المسطحات المائية، وبعضها يعيش في المسطحات المائية الضحلة حيث تكون جذورها
في قاع البركة وأوراقها طافية فوق سطح الماء، وهناك نباتات تعيش على جسور الترع
والأنهار، وهناك نباتات تعيش على المياه المالحة مثل نبات
الشورى Avicennia (ويطلق عليه نبات القرم أو ابن سينا).
وهناك
نباتات تتحمل العطش وتعيش في البيئات الصحراوية، وهناك نباتات تنمو في
الأرض التي بها نسبة ملوحة عالية، ويحاول العلماء استغلال تحمل بعض النباتات
للملوحة أو لقلة المياه في استنباط أصناف جديدة من نباتات المحاصيل مقاومة للملوحة
وتحتاج لكميات أقل من المياه لمواجهة نقص المياه العذبة الصالحة للري وزيادة إنتاج
الغذاء لمواجهة الطلب المتزايد على نباتات المحاصيل بسبب الزيادة السكانية في دول
عديدة في العالم.
الماء
يقوم بأدوار وعمليات عديدة في النبات، وأبرز هذه العمليات الحيوية عملية البناء
الضوئي، فخلال هذه العملية الحيوية يتم اتحاد الماء وثاني أكسيد
الكربون، في وجود الشمس ويتم تكوين المواد الكربوهيدراتية، وهذه العملية الحيوية
هي أساس غذاء جميع الكائنات.
الماء
هو أهم المدخلات والمخرجات للنبات، فدور الماء ليس فقط في عملية البناء
الضوئي بل أيضاً يدخل مع الماء من التربة الأملاح الذائبة إلى النبات،
وكذلك هو أهم المخرجات من خلال النتح وعملية التنفس، وحركة الماء في
أوعية النبات تلعب أدواراً أخرى مهمة في النبات منها توزيع
المواد الغذائية على أجزاء النبات المختلفة غير ذلك.
ومن
خلال هذه الرحلة القصيرة لعلاقات الماء مع الإنسان والحيوان والنبات نرى
بوضوح قدرة الخالق عز وجل من خلال تنوع هذه العلاقات، فالماء بدونه لا توجد حياه،
والماء قد يؤدي إلى الموت وانتهاء الحياة، والماء به العديد من الأحياء،
فسبحان الله الذ أنعم علينا بالماء.