الإسلام وأجهزة الاستقبال


الإسلام وأجهزة الاستقبال
الإسلام وأجهزة الاستقبال

د. زياد موسى عبد المعطي

أغلب دول العالم الإسلامي دول غير متقدمة. هل العيب في الإسلام أم في المسلمين؟

تذكرت هذا السؤال، وتذكرت إجابة الشيخ محمد العزالي رحمه الله منذ سنوات عديدة.

         شبَّه الشيخ رحمه الله الإسلام والمسلمين، بجهاز إرسال تلفزيوني وأجهزة تلفاز (تلفزيون)، جهاز الإرسال يرسل إشارات البث التلفزيوني بطريقة صحيحة، وأجهزة التلفزيون التي تعمل بصورة جيدة ويتم ضبط الجهاز لاستقبال القنوات التلفزيونية هي التي يتم بها عرض القناة المراد مشاهدتها بصورة جيدة. إذا لم يتم عرض القناة المراد استقبالها فاحتمال أن هناك خلل أو عطل في التلفاز، أو لم يتم ضبط الجهاز على التردد المطلوب.

  كذلك الحال؛ الإسلام دين للبشرية كلها منذ أن بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق إلى يوم القيامة. المسلمون في عصور كثيرة استقبلوا تعاليم الإسلام بصورة جيدة وطبقوها، فكانوا هم من سادوا الأرض، وكانوا الأكثر تقدماً، ويقتدي بهم الآخرين. أما عندما كان هناك خلل في أجهزة الاستقبال عند المسلمين، ولم يتلقوا تعاليم الإسلام ويطبقوها جيداً فقدوا الريادة، ولم يعودوا في الصدارة، إذن هناك خلل في استقبال المسلمين لتعاليم الإسلام، وخلل في تطبيقهم له.
وبلغة هذا التوقيت نقول على المسلمين أن يضبطوا عقولهم وقلوبهم على تعاليم الإسلام، مثلما يقومون بضبط أطباق استقبال القنوات الفضائية لاستقبال لإرسال قمر صناعي معين، وبالمثل عليهم ضبط القلوب والعقول لاستقبال تعاليم الإسلام.

ومثلما يضبطون أجهز استقبال الإرسال (الريسفر) على طول موجي معين لاستقبال قناة معينة، عليهم ضبط القلوب والعقول لاستقبال وتنفيذ تعاليم وآداب معينة، مثل العبادات، المعاملات، وغير ذلك، وما يندرج تحتها من صلاة وصيام، وحسن المعاملة، وحسن أداء العمل، والعلم.

علينا أن نصلح من أنفسنا ومجتمعاتنا ليصلح حالنا مع الإسلام كما صلح حال المسلمين الأولين، نصلح أجهزة استقبال قلوبنا وحياتنا، لنستقبل اشارات البث الإسلامية التي بها صلاح الدنيا والآخرة.
إشارات البث ومصدر الإرسال الإسلامي كما هي لم تتغير، نصلح قلوبنا وعقولنا فنستقبل الإشارات وتكون الصورة واضحة وجلية أن الإسلام دين هداية للبشرية وترى الأمم الأخرى صورة الإسلام مضيئة واضح وجلية
ولمشاهدة  محتوى المقالة على اليوتيوب  اضغط هنا 

إرسال تعليق

أحدث أقدم