هل القمامة نعمة أم نقمة؟
د. زياد موسي عبد المعطي أحمد
مشكلة تراكم القمامة المنزلية في شوارع مصر تثير في
ذهني وذهن الكثيرين سؤالاً "هل القمامة نعمة أم نقمة؟".
وقد كشفت دراسة علمية عن أن قمامة القاهرة من أغنى أنواع القمامة في العالم. وأشارت
الدراسة الي أن الطن الواحد من القمامة المصرية من الممكن ان يرتفع ثمنه الي ستة
آلاف جنيه لما يحتويه من مكونات مهمة تقوم عليها صناعات تحويلية كثيرة كما ان
القاهرة تنتج وحدها 15 ألف طن قمامة يوميا. وان الطن الواحد يمكن ان يوفر فرص
عمل لثمانية افراد على الاقل بما يعني انه يمكن توفير 120 ألف فرصة عمل من
خلالها في عمليات الفرز والجمع والتصنيع هذا عن القاهرة وحدها أما على مستوي مصر
كلها فتشير بعض التقديرات لعام 2009 الي ان المتولد اليومي للمخلفات الصلبة من
القمامة 43 ألفا و835 طنا يوميا على مستوي الجمهورية. أي ان المخلفات الصلبة
الناتجة في مصر تقدر ب 20 مليون طن سنويا!!
وأوضحت الدراسة أن قمامة القاهرة تشمل المواد العضوية
والبلاستيك والنحاس والورق والزجاج والالمونيوم والقماش والصفيح مشيرة الي ان دولا
كثيرة مثل الفاتيكان ولوكسمبورج تطلق على قمامتها المناجم الحضارية. حيث يتم توزيع
اكياس بألوان مختلفة على المنازل ويخصص كل لون من الاكياس لنوع معين من القمامة.
وبذلك يتم تصنيفها وفرزها بشكل سليم. ثم يتم نقلها الي المصانع التي تقوم بإعادة
تدويرها وتصنيعها.
والمخلفات العضوية الموجودة في القمامة تستخدم في السماد
العضوي وانتاج البيوجاز الذي يستخدم في توليد الكهرباء.
فعندما يحدث تخمر هوائي لهذه المخلفات تتحول إلى سماد
عضوي وينتج عن التخمر الهوائي ارتفاع في درجة الحرارة يصل الي 65 درجة مئوية أو
أكثر. وتكون درجة الحرارة العالية كافية للقضاء على الميكروبات الممرضة وكذلك
الطفيليات وجميع الحشرات الضارة وكذلك البذور وغيرها. وعموما فإن التحلل او التخمر
الهوائي لا ينتج عنه اي روائح كريهة وتكون سرعة ومعدل التخمر عالية. ويتم نضج
السماد الناتج في فترات قصيرة تعتمد على طبيعته والتركيب الكيميائي للمواد القابلة
للتخمر. وهذا السماد ذو قيمة غذائية عالية للتربة. يزيد خصوبة التربة ويزيد
انتاجية الاراضي من المحاصيل.
وفي الوقت نفسه إذا تعرضت هذه المخلفات للتخمر
اللاهوائي ينتج غاز الميثان "البيوجاز" وهو غاز صديق للبيئة.
وتتم الاستفادة به في انتاج الطاقة الحيوية والكهربائية.
والبيوجاز غاز غير سام وعديم اللون
وله رائحة الغاز الطبيعي وسرعة اللهب عند اشتعاله 35 سم في الثانية وهو ابطأ من
الغاز الطبيعي مما يجعله بديلا أكثر أمناً منه. وتتراوح الطاقة الحرارية الناتجة
عنه ما بين 5000 الي 6000 كيلو كالوري للمتر المكعب.