أزمة مياه.. تهدد الحياة


أزمة مياه.. تهدد الحياة

أزمة مياه.. تهدد الحياة

د. زياد موسي عبد المعطي

المياه تمثل أمن وحياة وطن، فبلا مياه لا توجد حياة، فيقول الله عز وجل في محكم آياته "وجعلنا من الماء كل شيء حي"، وعدم توفر مياه منسابة للشرب وللري يهدد حياة الانسان والحيوان والنبات. 

أرى أن احتمال تقليل حصة المياه في مصر في السنوات القادمة يمثل مشكلة كبيرة، ولابد من حلول جذرية لمشاكل مياه الشرب ومياه الري ومياه الصرف الصحي. 

فيجب أن تمتد شبكة مياه الشرب لجميع ربوع مصر وأن تتم صيانة دورية لهذه الشبكات لمنع تسرب الملوثات لهذه الشبكة، وكذلك لمنع تسريب المياه من المواسير والحفاظ علي كل نقطة مياه صالحة للشرب ،ويجب توعية المواطنين للحفاظ علي المياه ونبذ العادات السيئة المهدرة لمياه الشرب مثل رش الشوارع بالمياه فرسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: "لا تسرف في الماء ولو كنت أمام نهر جار"،

وشبكات الصرف الصحي يجب أيضاً أن تغطي جميع ربوع مصر، فمياه الشرب حسب التصريحات الرسمية أكثر من 9 ملايين متر مكعب ومياه الصرف الصحي حوالي 7 ملايين متر مكعب، أي أكثر من 2 مليون متر مكعب يتم صرفها عن طريق الطرنشات وكاسحات المجاري، فيتسرب بعضها من خلال الطرنشات للمياه الجوفية، والكاسحات ترمي مياه المجاري في الترع والمصارف فتلوث مياه الري، بالإضافة إلي خطر تسرب مياه المجاري من الطرنشات إلي المياه الجوفية فتلوث المياه الجوفية التي يستخدمها البعض عن طريق الطلمبات الحبشية وتسبب الأمراض، فضلاً عن ان هذا التسرب يؤدي إلي ارتفاع منسوب المياه الجوفية وهذا الارتفاع يمثل خطورة علي أساسات البيوت مما يهدد بانهيارها وتشريد الأسر وتصبح بلا مأوي، فالصرف الصحي ضرورة لابد من سرعة اتمامه علي الوجه الأكمل، فإذا لم تكن هناك ميزانية كافية لإتمام هذه الشبكة في أرياف مصر، فممكن أن يتم ذلك بمشاركة الجهود الذاتية عن طريق تبرعات القادرين من المواطنين تحت إشراف حكومي وفقا للمواصفات القياسية. 

نعم قرار الحكومة بتجريم الري بمياه الصرف الصحي قرار سليم وإزالة الزراعات المروية بمياه الصرف الصحي قرار سليم لأن الري بمياه الصرف الصحي يمثل خطراً كبيراً على المزارعين أنفسهم قبل المواطنين الآخرين من مستهلكي الخضر والفاكهة التي تم ريها بهذه المياه لأن هذه الأغذية سوف تسبب العديد من الأمراض لما تحتويه من ميكروبات وعناصر ثقيلة بالغة الضرر بصحة الإنسان، ولكن يجب أن يتزامن قرار تجريم الري بمياه الصرف الصحي مع توفير مياه ري نظيفة لهذه المناطق. 

وأؤيد تصريحات الحكومة بمعالجة مياه الصرف الصحي واستخدامها في ري نباتات الزينة والاشجار الخشبية فهذه المياه المعالجة تعد رصيداً إضافياً من المياه ولكن تبقي سرعة تنفيذ هذه التصريحات بإقامة محطات المعالجة. 

وبالإضافة إلى ذلك فإن مياه الصرف الصحي يمكن أن تستخدم في تخليق غاز يستخدم في توليد الكهرباء باستخدام أنواع معينة من البكتيريا يمكن توليد بيوجاز من آلاف الأطنان من المواد العضوية التي تحتويها مياه الصرف الصحي. 

كما أنه يجب التوسع في حفر الآبار لزراعة الأراضي الصحراوية. بالإضافة إلى ذلك هناك أبحاث تجري من شأنها المساهمة في حل هذه الأزمة منها: 

·                              نباتات تروي بمياه أقل وذلك عن طريق علماء الهندسة الوراثية وعلماء تربية النباتات، مثال ذلك نبات الأرز الذي استطاع العلماء في مصر استنباط اصناف دورة حياتها أربعة أشهر بدلاً من ستة أشهر مما يوفر الكثير من مياه الري. 

·                              انتاج نباتات مقاومة للجفاف والملوحة والحرارة باستخدام الهندسة الوراثية؛ وذلك بنقل جينات معينة من نباتات صحراوية إلى نباتات محاصيل لإكسابها الصفات المطلوبة بل ان هناك أبحاثاً أخري تجري لاستنباط نباتات تروي بماء البحر. 

·                              أخذ مياه الأمطار في الاعتبار لري النباتات فمثلاً هناك دراسة قام بها علماء للزراعة توضح أنه يمكن زراعة نصف مليون فدان قمح في الساحل الشمالي بالاعتماد علي مياه الأمطار. 

·                              تحلية مياه البحر أي تحويل مياه البحر إلي مياه عذبة صالحة للشرب فيجب تنشيط الأبحاث للحصول علي مياه شرب من مياه البحر بأقل تكلفة اقتصادية ممكنة.  

 المصدر: جريدة الجمهورية -: الأحد 23 رمضان 1430هـ -13 من سبتمبر 2009م -العدد 20348 – صـ 14.

إرسال تعليق

أحدث أقدم