هل الأنثى كرمها الإسلام؟
بقلم: د. زياد موسى عبد المعطي
هل الأنثى كرمها الإسلام؟ ماذا عن خبر ولادتها، وتربيتها، وزواجها،
ومعاملة الزوجة، ومكانة الأم؟ وماذا عن الحجاب وحقها في تلقي العلم وتدريسه
واحترام رأيها واشتراكها في الجهاد؟ وماذا عن الوفاء لها بعد وفاتها؟
ميلاد الأنثى زرق:
ميلاد الأنثى زرق:
من يرزق بميلاد أنثى فقد رزقه الله هدية، وقدم الله عز
وجل ميلاد الإناث على ميلاد الذكور في آية وفي الآية التي تليها قدم الذكور على
الإناث، فالإنسان لا يعلم أيهما خير الذكور أم الإناث حيث قال سبحانه وتعالى
"لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ
لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ
يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ إِنَّهُ
عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50)" (سورة الشورى).
بشرى مولد الأنثى:
والله عز وجل جعل خبر الرزق بمولودة خبر سعيد وبشرى سارة،
ولكنهم كانوا في الجاهلية لا يفهمون ولا يعقلون وحرم الله قتل البنات أو ما يسمى
وأد البنات الذي كان منتشراً في الجاهلية، حيث قال الله عز وجل في القرآن الكريم
"وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ
كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ
أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا
يَحْكُمُونَ (59)" (سورة النحل) وقال سبحانه وتعالى "وَإِذَا
الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ (9)" (سورة التكوير)
تربية
البنات طريق لدخول الجنة
تربية البنات في الإسلام
لها ثواب عظيم من الله عز وجل سواء أكانت ابنة أو أخت حيث قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم" مَن
كان
له ثلاثُ بناتٍ أو ثلاثُ أخَواتٍ أو ابنتانِ أو أُختانِ
فأحسَن صُحبتَهنَّ واتَّقى اللهَ فيهنَّ دخَل الجنَّةَ" (صحيح ابن حبان) ، بل
يرفع الله بتربية البنات الدرجات يوم القيامة ويجعل من يحسن تربية البنات في أعلى
الجنان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من عالَ جاريتينِ دخلتُ أنا وَهوَ الجنَّةَ كَهاتين وأشارَ
بأصبُعَيْهِ" (صحيح الترمذي)، والإسلام حبب إلى قلوب المسلمين تربية البنات،
وفي ذلك قال الشاعر:
أحبّ البنات، فحبّ البـنـات فرضٌ
على كلّ نفسٍ كريمة
لأن شعيباً لأجل الـبـنـات أخدمه الله موسى كلـيمـه
تحريم ما يخالف الزواج
الشرعي
أبطل
الإسلام أنواع النكاح التي كانت موجودة في الجاهلية، وأكرم المسلمين والمسلمات
بالزواج الشرعي.
الأنثى
لابد من موافقتها قبل الزواج:
لابد
من موافقة الأنثى على الزواج سواء أكانت بكر لم يسبق لها الزواج أو ثيب تزوجت من
قبل، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لاَ تُنكَحُ الأيِّمُ حتَّى
تُستأمرَ ولاَ تنْكحُ البِكرُ حتَّى تُستأذنَ قالوا: يا رسولَ اللَّهِ وَكيفَ
إذنُها؟ قالَ: أن تسْكُتَ" (متفق عليه).
المعاملة
الكريمة للزوجة:
أمر الله عز وجل الأزواج بحسن معاملة الزوجات، حيث قال
الله سبحانه وتعالى "وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ"
(البقرة: من الآية228)، وقال سبحانه وتعالى "وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ"
(النساء: من الآية19)، وفي الأحاديث الشريفة نجد وصايا للرسول الكريم صلى الله
عليه وسلم في هذا الصدد، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " استوصُوا بالنساءِ، فإنَّ المرأةَ خُلقتْ من ضِلعٍ،
وإنَّ أعوجَ شيءٍ في الضِّلعِ أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمُه كسرتَه، وإن تركتَه لم يزلْ
أعوجَ، فاستوصُوا بالنِّساءِ" (متفق عليه)، وقال "خيرُكم خيرُكم لأهلِه
وأنا خيرُكم لأهلي" (حديث صحيح – رواه الترمذي وابن حبان وابن ماجة)، وعن معاوية القشيري قال "يا رسولَ اللَّهِ
، ما حقُّ زَوجةِ أحدِنا علَيهِ ؟ ، قالَ : أن تُطْعِمَها إذا طَعِمتَ ، وتَكْسوها
إذا اكتسَيتَ ، أوِ اكتسَبتَ ، ولا تضربِ الوَجهَ ، ولا تُقَبِّح ، ولا تَهْجُرْ
إلَّا في البَيتِ" (صحيح أبي داود).
الأم أحق الناس بالصحبة وطريق لدخول الجنة:
في الحديث الشريف الذي يرويه أبو هريرة: "جاء رجلٌ
إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ
صَحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك.
قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك" (متفق عليه).
في الحديث الذي يرويه معاوية بن جاهمة السلمي أنَّ: "جاهِمةَ جاءَ إلى
النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ
وقد جئتُ أستشيرُكَ؟ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ؟ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ
الجنَّةَ تحتَ رِجلَيها" (صحيح النسائي).
الأهل من النساء
حرم الله الزواج من الحالات التالية "حُرِّمَتْ
عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ
وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي
أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ
وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم
بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ
وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ
الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا"
(النساء: 23)، وهذه الحالات المذكورة هن أهل الرجل من النساء.
المعاملة
الحسنة لجميع النساء
يجب على المسلم أن يعامل جميع النساء معاملة حسنة كأنهن
من أهله، وألا يسيء إليهن كما لا يحب أن يعامل أحد أهله معاملة سيئة وفي ذلك نجد
الحديث الشريف التالي: عن أبو أمامة الباهلي "إن فتى شاباً أتى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي بالزنا فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا
: مه مه فقال: ادنه فدنا منه قريبا قال: فجلس قال: أتحبه لأمك؟ قال: لا والله
جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم، قال: أفتحبه لابنتك، قال: لا
والله يا رسول الله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم، قال: أفتحبه
لأختك قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم، قال:
أفتحبه لعمتك قال: لا والله جعلني الله فداءك، قال: ولا الناس يحبونه لعماتهم، قال:
أفتحبه لخالتك قال: لا والله جعلني الله فداءك قال: ولا الناس يحبونه لخالاتهم،
قال: فوضع يده عليه وقال: اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه فلم يكن بعد ذلك
الفتى يلتفت إلى شيء" (الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة).
النساء
ترث ولا تُورث
في
الجاهلية كانت النساء مثل المتاع أو أي شيء في المنزل تورث بعد وفاة زوجها، وكانت
المرأة لا ترث، فجاء الإسلام وجعل للمرأة مكانتها وحرم ما كان في الجاهلية وجعل
لها استقلاليتها وحرم ما كان في الجاهلية جعل لها نصيباً في ميراث أقاربها.
الحجاب
تكريم وحماية للمرأة
الحجاب
حماية للبنات والنساء "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ
وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ
ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا
رَّحِيمًا" (59) (الأحزاب)، والتبرج من الجاهلية، والحجاب تقدم ورقي وتكريم
للنساء" وَلَا
تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ" (من الآية 33: سورة
الأحزاب).
الثواب
والعقاب يوم القيامة
الأنثى لها ثواب من يوم القيامة مثل الذكور يقول الله عز
وجل "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" (النحل: 97)، "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ
وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ
وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ
وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ
وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ
وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم
مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا" (الأحزاب: 35)، "لِّيُدْخِلَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عِندَ
اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا" (الفتح: 5)، وفي العقاب يوم القيامة الأنثى تعاقب
مثل الذكور "لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ
وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ وَيَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" (الأحزاب: 73)، "وَيُعَذِّبَ
الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ
الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ ۚ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ ۖ
وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ ۖ وَسَاءَتْ
مَصِيرًا" (الفتح: 6).
الأنثى
والاحتفاظ باسمها بعد الزواج:
لا يتغير اسم الزوجة بعد زواجها وتحتفظ باسم ابيها
واسرتها بينما في حضارات حديثة وقديمة يتغير اسم الزوجة ولقب عائلتها إلى لقب
عائلة الزوج "ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ" (من
الآية 5: سورة الأحزاب)، وهذا يمثل استقلالية للزوجة وتكريماً لها.
نساء
مبشرات بالجنة
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء مبشرات بالجنة: "عن
أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال "أتى جبريلُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسولَ اللهِ، هذه خديجةُ قد أَتَتْ، معها إناءٌ فيه إِدامٌ أو طعامٌ أو
شرابٌ، فإذا هي أَتَتْكَ فاقَرِأْ عليها السلامَ مِن ربِّها ومنِّي، وبِشِّرْهَا
ببيتٍ في الجنةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبٌ فيه ولا نصبٌ " (صحيح
البخاري) - بيت من قصب: مِن لؤلؤٍ مُجوَّفٍ وياقوتٍ - لا
صخَبَ فيه ولا نَصبَ: لا صِياحَ فيه مِن صِياحِ أهلِ الدُّنيا، ولا تَعبَ يُصيبُ
ساكنَه. و "عن عبد الله ابن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفضلُ
نساءِ أهلِ الجنةِ خديجةُ بنتُ خويلدٍ، وفاطمةُ بنتُ محمدٍ، ومريمُ بنتُ عمرانَ، وآسيةُ
بنتُ مزاحمٍ، امرأةُ فرعونَ" (الألباني: صحيح الجامع، والنسائي: السنن
الكبرى).
الأنثى
والعلم
من حق الأنثى أن تتلقى العلم: نرى ذلك واضحاً في الحديث الشريف التالي: عن أبي سعيد
الخدري رضي الله عنه أنه قال جاءَتِ امرأةٌ إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
فقالتْ: "يا رسولَ اللهِ، ذهَب الرجالُ بحَديثِك، فاجعَلْ لنا من نفسِك يومًا
نأتيك فيه، تُعَلِّمُنا مما علَّمك اللهُ، فقال: (اجتَمِعنَ في يومِ كذا وكذا، في
مكانِ كذا وكذا). فاجتَمَعنَ، فأتاهنَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
فعلَّمهنَّ مما علَّمه اللهُ، ثم قال: (ما منكنَّ امرأةٌ تُقَدِّمُ بين يدَيها من
ولَدِها ثلاثةً، إلا كان لها حجابًا منَ النارِ). فقالتِ امرأةٌ منهنَّ: يا رسولَ
اللهِ؟ اثنينِ؟ قال: فأعادَتْها مرتينِ، ثم قال: واثنينِ واثنينِ واثنينِ"
(متفق عليه). بل واجب على المرأة كما هو واجب على الرجل تلقي العلم الذي يفيد في
الآخرة والدنيا.
ومن حق الأنثى تدريس العلم: فزوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم قمن برواية
الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن أكثر زوجاته رواية للحديث السيدة
عائشة رضي الله عنها.
المرأة
وبيعة العقبة:
كان وفد بيعة
العقبة الثانية به اثنتين من النساء، هما: نسيبة بنت كعب (أم عمارة)، وأسماء بنت
عمر (أم نسيب)، ومن ثم المرأة في الإسلام لها حق المبايعة والانتخاب.
المرأة
ورجاحة عقلها
أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها
كان له من رجاحة العقل ما جعلها تساند الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في أول أيام
نزول الوحي، وتؤدي دوراً في ثبات قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتسانده في
أول سنوات الرسالة، وموقف أم المؤمنين أم سلمة ورأيها السديد في صلح الحديبية التي
قالته لرسول الله صلى عليه وسلم وأخذ برأيها وخرج على المسلمين ونحر، وحلق، وقلده من
كان معه من المسلمون. المرأة لها رأي ومشورة وعقل وتفكير يجب أن يحترمه الرجال.
الأنثى
والاشتراك في الجهاد:
في الجيوش الإسلامية لمداواة
الجرحى ويشتركن في الحروب إذا لزم الأمر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال:
"كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمُ يغزُو بأمِّ سُلَيمٍ، ونسوةٌ من
الأنصارِ معه إذا غزا فيسقِين الماءَ ويُداوين الجَرْحى" (صحيح مسلم)، وأم
عمارة (نسيبة بنت كعب) إلى جانب دورها في إسعاف المرضى كانت أول محاربة في الإسلام
حيث شاركت في الحرب عزوة أحد عندما اشتد القتال، وشاركت كذلك في حروب الردة .
الوفاء
بعد الوفاة:
بر
الأم لا ينقطع بعد الوفاة، نجد ذلك في الحديث الشريف الذي يرويه أبو أسيد الساعدي
مالك بن ربيعة أن رجلًا قال: يا رسولَ اللهِ هل بقِيَ من برِّ أبويَ شيءٌ أبرُّهما به بعدَ موتِهما؟ قال:
نعم، الصلاةُ عليهما والاستغفارُ لهما وإنفاذُ عهدِهما من بعدِهما وإكرامُ
صديقِهما وصلةُ الرحمِ التي لا تُوصَلُ إلا بهما" (مجموع فتاوي ابن باز). الصلاة عليهما بمعنى الدعاء لهما.
الوفاء للزوجة بعد وفاتها نتعلمه من الرسول صلى الله
عليه وسلم، حيث قالت عائشة أم المؤمنين "ما غِرتُ على أحدٍ من نساءِ النبي
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما غِرتُ على خديجةَ، وما رأيْتُها، ولكن كان النبيُّ
صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُكثرُ ذِكرَها، وربما ذبح الشاةَ، ثم يُقَطِّعُها
أعْضاءً، ثُمَّ يَبْعَثُها في صَدائِقِ خديجَةَ، فربما قُلْت له: كأنهُ لم يكُن في
الدنيا امرأةٌ إلا خديجةُ، فيقول: إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولدٌ" (متفق
عليه).
الإسلام كرم الأنثى في جميع مراحل حياتها وأعطى
لها حقوقها وحفظها، مولدها خبر سعيد ولها حقوقها بنت وزوجة وأم، ولها مكانتها في
المجتمع.
Tags:
الدين والحياة
بارك الله في علمكم
ردحذفجزاكم الله خيراً
حذفموضوع شيق وأسلوب اكثر من رائع
ردحذفجزاكم الله خيرا
حذف