الخوف
بقلم: د. زياد موسى عبد المعطي
الخوف قد يكون سبباً للفوز في الآخرة ودخول الجنة وقد يكون
سبباً لدخول النار، الخوف قد يكون خوف من الله، وقد يكون خوف مما سواه، الخوف قد
يكون إيجابياً يؤدي إلى العمل وقد يكون سلبياً يمنع العمل، الخوف قد يسبب النجاح،
وقد يؤدي إلى الفشل.
الخوف عندما يكون دافع للعمل وتحسين الأداء وجودة العمل
فهو خوف إيجابي ومحمود، أم إذا كان عكس ذلك بأن يكون خوف يدفع إلى عدم العمل أو
تقليل جودة العمل فهو خوف سلبي وغير محمود.
الخوف من الله والتقوى
الخوف من الله عز وجل الذي يدفع إلى العمل الصالح هو خوف
يدفع إلى الجنة، حيث يقول الله عز وجل في محكم آياته "إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ
يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"
(آل عمران: 175)، “رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ
تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ
يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ" (النور: 37)،
"وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ " (الرعد: 21).
والتقوى هي الخوف من الله الذي يدفع إلى
العمل الصالح، والتقوى عرفها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بأنها "الخوف
من الجليل، والعمل بالتنزيل، والقناعة بالقليل، والاستعداد ليوم الرحيل"،
وعرف تقوى الله الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بأنها " أن يطاع فلا يعصي ويذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر"،
والله عز وجل يأمرنا بالتقوى وأن نخافه وأن نتقيه ، حيث يقول سبحانه وتعالى "وَآمِنُوا
بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ
وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ" (البقرة:
41)، ويأمرنا عز وجل أن نخاف من عذابه "فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا
فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ"
(البقرة: 24)، وإن ربنا سبحانه وتعالى يرشدنا إلى الخوف مما يحدث يوم القيامة والاستعداد
لهذا اليوم "وَاتَّقُوا يَوْمًا لَّا
تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا تَنفَعُهَا
شَفَاعَةٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ" (البقرة: 123)، ويصف الله عباده الصالحين
"تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا
وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ" (السجدة: 16)، والله يحب عباده المتقين
حيث يقول سبحانه وتعالى "بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ" (آل عمران: 76)، "إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدتُّم
مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ
أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَىٰ مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ
الْمُتَّقِينَ" (التوبة: 4)
ويقول
الشاعر عن التقوى
خل
الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقي
واصنع
كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا
تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
الجنة جزاء المتقين
من يخاف الله في الدنيا ويعمل صالحاً، لا
يخاف العذاب يوم القيامة، يقول سبحانه وتعالى "يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ
الْيَوْمَ وَلَا أَنتُمْ تَحْزَنُونَ" (الزخرف: 68)، "يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا
يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ
فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ" (الأعراف: 35)،
وجزاء المتقين دخول الجنة يوم القيامة "إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ
عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ" (القلم: 34)، "إِنَّ الْمُتَّقِينَ
فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ" (الحجر: 45)
"وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ" (الشعراء: 90)، "وَأُزْلِفَتِ
الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ" (ق: 31) "وَسَارِعُوا إِلَىٰ
مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ
لِلْمُتَّقِينَ" (آل عمران: 133) "وَقِيلَ
لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا
فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ"
(النحل: 30).
الخوف من الموت
كل إنسان سوف يموت، والخوف من الموت يجب أن يكون دافعاً
للعمل الصالح استعداداً للحساب يوم القيامة، " كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ
وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ
وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور"ِ
(آل عمران: 185).
الخوف من الموت بالأمراض يدفع البشرية للاهتمام بالطب
والعلوم المرتبطة به لتقليل الوفيات الناتجة عن الأمراض.
الله عز وجل حرم القتل، وجعل الله عز وجل قتل نفس بغير
ذنب من الكبائر. الخوف من الموت يدفع
المجتمعات لتنظيم القوانين لتشديد العقوبات على القتل.
في الحروب عدم الخوف من الموت أحد أسباب انتصار المسلمين
في الحروب، وذلك لأن المسلمين يحاربون من أجل النصر أو الشهادة، والشهيد في الجنة
إن شاء الله، فالهدف الأول إذا كانت الحروب ضرورية هو النصر، وإذا قدر الله الموت،
فالمسلمين لا يهابون الموت في الحروب.
الخوف جند من جنود الله:
الخوف والرعب جند من جنود الله يلقيه في قلوب المشركين
وينصر الله به المؤمنين، يقول الله عز وجل "إذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ
أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا
الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ"
(الأنفال: 12)، "سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُوا
بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى
الظَّالِمِينَ" (آل عمران: 151)، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " نصرتُ
بالرعبِ وأُوتيتُ جوامِعَ الكلمِ" (صحيح مسلم).
الخوف والأمن
الخوف على النفس والمال من الأشياء الغير مرغوب فيها في
الدنيا، ولذلك من مقاصد الشريعة "حفظ الدين والنفس والعقل والنسل أو النسب والمال"،
فالإسلام كفل حرية العبادة والاعتقاد، فلا يجبر إنسان على دخول دين الإسلام، وحرم
الله عز وجل كل ما يضر بالنفس، وجعل قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق من
الكبائر، وحرم الله الانتحار، وحرم الله كل ما يضر بالعقل ويسبب غيبة العقل، وحرم
الله ما يضر بالنسل وحم الزنا وأحل الزواج، وحرم الله كل ما يضر بالمال والملكية
الخاصة. في سورة قريش ذكر الله نعمة الأمن وعدم الخوف "لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ
(1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا
الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)"
(سورة قريش). وفي نعمة الأمن وعدم الخوف يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
""مَنْ أصبَحَ منكمْ آمنًا في سِرْبِهِ، معافًى فِي جَسَدِهِ، عندَهُ قوتُ
يومِهِ، فكأنَّما حِيزَتْ لَهُ الدنيا بحذافِيرِهَا" (الألباني - صحيح الجامع)،
ولذلك فنعمة الأمن والأمان نعمة كبيرة من الله لمن يتمتع بها.
الخوف من القانون
الخوف من الله هو الأساس في حياة المسلم،
ومن لم يمنعه ضميره ووازعه الديني عن فعل الخطأ فإنه يخاف ويخشى من القوانين،
فتطبيق القوانين بعدالة وحزم من أهم الأشياء لتقدم ورقي الدول، ويقول الله عز وجل "إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم
بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ
إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا"
(النساء: 58) ، ومن الحكم المأثورة "العدل أساس الملك"، فمثلاً
يخاف الناس من القيام بالسرقات أو التزوير أو غيرها خوفاً من تطبيق القوانين
عليهم، والخوف من الغرامات وعقوبات المفروضة على مخالفات المرور تؤدي دوراً مهماً
في ضبط المرور.
الخوف وقلوب الأنبياء والصالحين:
يثبت الله قلوب الأنبياء والصالحين، ويطمئنهم ويذهب عن
قلوبهم الخوف، وفي القرآن الكريم مواضع كثيرة في هذا المعنى، ومما ذكر في القرآن
في ذلك ما يلي:
ثبت الله قلب النبي لوط عليه السلام "وَلَمَّا أَن جَاءَتْ
رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا
تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ"
(العنكبوت: 33).
وقلب أم موسى أذهب الله عنه الخوف "وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ
أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ"
(القصص: 7).
وموسى
عليه السلام أذهب الله عنه الروع والخوف في أكثر من موضع في القرآن الكريم، "قَالَا
رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَىٰ ، قَالَ لَا تَخَافَا
إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ ، فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ
فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ
مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ" (طه 45 - 47). "وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ
كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّىٰ مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَىٰ أَقْبِلْ وَلَا
تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ" (القصص: 31) ، "وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ
مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا
تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ" (طه:
77).
وربط
الله على قلب خاتم الأنبياء والمرسلين وأبو بكر صاحبه في غار حراء "إِلَّا تَنصُرُوهُ
فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ
هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ
اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ
الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ
حَكِيمٌ" (التوبة: 40)
الخوف من الفشل
الخوف قد يكون سبباً في التردد وعدم العمل
بسبب ما قد يتصوره البعض صعب أو مستحيل، والخوف قد يدفع لعدم العمل أو خوض تجربة
جديدة في الحياة خوفاً من الفشل. وهذا افتراض خاطئ، فلا يوجد شيء سهل بدون تخطيط ومجهود
وتعب، والصعب يمكن تحقيقه بالاجتهاد وبذل المزيد من المجهود.
الخوف
من الفشل قد يكون دافع قوي للنجاح وتحقيق الأهداف، فالخوف من الفشل يدفع إلى العمل
الجاد الدؤوب لتحقيق النجاح.
الخوف من شماتة الأعداء، وشماتة الشامتين
من غير المحبين والكارهين، قد يكون دافعاً قوياً للنجاح.
الخوف مما هو جديد قد يمنع من الإقدام على
العمل، فيجب عدم الخوف من تجارب جديدة، فالجديد قد يفيد.
الخوف مما نجهل قد يدفعنا لعدم العمل، فيجب
تعلم ما يفيد، فالعلم فيه كل يوم جديد، والعالم يتقدم، فيجب عدم التوقف عن تعلم ما
هو جديد ومفيد.
أما الخوف الذي يدفع لعدم العمل ويمنع من النجاح
نتيجة عدم الثقة بالنفس والتردد فهو خوف مرضي يجب التخلص منه، والخوف الزائد عن
الحد قد يسبب أمراض عضوية.
أحياناً يكون عدم الخوف نوع من الغرور أو
عدم الاهتمام مما قد يؤدي إلى الإهمال، فالخوف المطلوب خوف ممزوج بالثقة بالنفس
يؤدي للاهتمام بالعمل والإصرار على النجاح.
الخوف من المستقبل
الخوف من المستقبل قد يسبب أزمة نفسية للبعض، فيجب عدم
الخوف من المستقبل وعلينا التخطيط للمستقبل، والعمل المتواصل لنستمتع بمستقبل
أفضل.
نتعلم من دين الإسلام ألا نخاف من المستقبل، وأن نجتهد
في العمل الصالح، وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، يقول الله عز وجل "قُل
لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ" (التوبة: 51). وفي السنة النبوية ما يعلمنا عدم الخوف من
المستقبل، ومما أجده يدل على ذلك الحديث الشريف الذي يرويه عبد الله بن عباس
"كنتُ خلفَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومًا قال يا غلامُ، إني أعلِّمُك
كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ،
وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ،
لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك
إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك، (رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفَ)"
(الترمذي – حديث صحيح). فعلينا أن نعلم أنه لن يحدث في الكون إلا ما أراده رب
الكون وخالقه، علينا أن نعمل ونجتهد، ونعلم أن قدر الله كله خير.
ندعو الله أن يرزقنا الخوف منه سبحانه وتعالى، وأن
يرزقنا العمل الصالح، وأن يرزقنا الأمن في الدنيا، والأمن وعدم الخوف في الآخرة، ودخول
أعلى الجنان تحت عرش الرحمن.
Tags:
الدين والحياة
كل التحية
ردحذف