عامة البشر يتبعون الأقوياء والمتميزين

عامة البشر يتبعون الأقوياء والمتميزين

د. زياد موسى عبد المعطي

      عامة البشر يتبعون الأقوياء والمتميزين والمتفوقين، يتبعونهم ويحبونهم ويتأثرون بهم، ويطيعونهم، عامة البشر يتبعون الدول والمؤسسات والأفراد المتميزين، يتأثرون بثقافتهم ويريدون أن يكونوا أمثالهم، هذا ما أراه وألاحظه عبر التاريخ والحاضر واعتقد أنه سوف يحدث في المستقبل.

       في الوقت الحالي الدول الضعيفة الغير متقدمة يحاول مواطنيها تقليد حضارة الدول الغربية المتقدمة في الكثير من الأشياء، ولأن الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأقوى في العالم الآن فثقافتها هي الأكثر شيوعاً في العالم، واللغة الإنجليزية (اللغة الرسمية للولايات المتحدة الأمريكية) هي اللغة الأكثر انتشاراً في العالم، وهي اللغة التي يتم بها تدريس المواد العلمية في أغلب دول العالم، وعندما كانت هناك دولة إسلامية قوية وهي الأقوى في العالم في العصر الأموي والعباسي كانت الحضارة الإسلامية هي السائدة والأقوى في العالم، وأهم  أسباب القوة للدول الآن ليست فقط القوة العسكرية التي هي بالطبع أحد أسباب قوة الدول، وإنما أيضاً تقاس قوة الدول بنجاحها في المجال العلمي والاقتصادي والإعلامي وغير ذلك.

       عامة الناس في العالم يحبون ويشجعون الفرق الرياضية القوية التي تحصد البطولات والتي تزخر باللاعبين الموهوبين، واللاعبون الموهوبون الأفذاذ في لهم شعبية ومعجبين، وفي الألعاب الفردية الأسرع والأقوى يفوز بالبطولات ويكون له الشهرة والمجد، ولأن هؤلاء الرياضيين أصبحوا أصحاب شهرة وثروة، أصبحوا قدوة لكثير من الأطفال والشباب.

       العلماء المتميزين والمشهورين ممن يظهرون في وسائل الإعلام يصبح لهم شهرة وصيت، ويصبحون قدوة لمن يريد أن يسلك مجال العلم في تخصصهم.

       بل إن في انتشار الدين الإسلامي مثال لذلك، كان انتشار الدين الإسلامي في بداية الدعوة بمعدل قليل، اتبع الحق أصحاب البصيرة السليمة من المسلمين الأوائل الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وزاد معدل دخول الناس في الإسلام بعد فتح مكة ودخل الناس في دين الله أفواجا، وانتشر الإسلام في الجزيرة العربية بعد علموا بأن رسول الله واتباعه الكرام قد انتصروا علي المشركين بل دخل أهل مكة في الإسلام، وبعد وفاة الرسول ظن من لم يستقر الإسلام في قلوبهم أن الإسلام صار ضعيفاً وارتدوا عن دين الله، وكانت قوة ورباطة جأش أبوبكر رضي الله عنه، وثبات المسلمين حوله في مكة والمدينة، وقوة جيوش المسلمين كفيلة بعودة أهل الجزيرة العربية للإسلام، وكانت القوة الإيمانية والقوة العسكرية في العصور الإسلامية الأولى كفيلة بحماية الدولة الإسلامية، ودخول الناس في دين الله أفواجا، فلابد للحق من قوة تحميه.

       أما الآن فالدول الإسلامية أغلبها ليست من الدول المتقدمة ورغم هذا ينتشر الإسلام بقوة العقيدة وحُسن معاملات المسلمين، وحُسن الخلق. من أهم أسباب انتشار الإسلام هو قوة العقيدة وحسن الخلق الذي كان سبباً في دخول الكثير من الناس في الدين الإسلامي في دول لم تدخله جيوش المسلمين في عصور الدولة الإسلامية الموحدة، وصارت دول إفريقية مسلمة بحسن الخلق وقوة العقيدة.

       فعلى الأفراد والمؤسسات والدول أن تأخذ بأسباب القوة والتفوق والتميز، لكي نكون في المقدمة.

المصدر: مجلة المجتمع: 25 سبتمبر 2017 - تدوينات - http://mugtama.com/notations/item/61278-2017-09-25-13-51-10.html

تعليقات