د. زياد موسى عبد المعطي
عندما نقرأ في تاريخ الأمة الإسلامية، نجد أن أشد أوقات
الأزمات والضيق يعقبها انفراجه كبيرة وانتصارات. نرى ذلك في حياة الرسول صلى الله
عليه وسلم وفي عهد الصحابة، وفي عصور أخرى، فهذه محاولة لرحلة عبر التاريخ
الإسلامي نرى فيها أن المحن يعقبها منح، وأن بعد أوقات الأزمات تأتي الفتوحات، من
خلال هذه السطور أحاول أن نرى من مشاهد التاريخ ما يلي:
عندما أراد مشركو مكة أن يقتلوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم، نجاه الله وهاجر إلى المدينة، وأسس الدولة الإسلامية في يثرب
التي سميت "المدينة".
حاول مشركو مكة أن ينقضوا
على المسلمين في المدينة، وتحالفوا مع قبائل من الجزيرة العربية، وكانت عزوة
الخندق أو عزوة الأحزاب، التي نصر الله فيها عباده بالرياح وبدون حرب، وبعدها لم
يحارب كفار قريش المسلمين، بل انتشر الإسلام في الجزيرة العربية، وكان بعد ذلك فتح
مكة.
بعد وفاة رسول الله ارتد
المسلمون في الجزيرة العربية، ولم يبق على الإسلام إلا من في مكة والمدينة،
بالإضافة إلى تهديد الرومان للمسلمين، وثبت المسلمون بقيادة أبو بكر، فانتصروا
بفضل الله وتوفيقه، وانتشر الإسلام في الجزيرة العربية مرة أخرى، بل انتشر في بقاع
الأرض، رغم الخلافات التي حدثت في التاريخ الإسلامي على الحكم فقد ظلت الدولة الإسلامية
في التوسع والتمدد، حتى أن "هارون الرشيد" قد قال لسحابة رآها
"أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك".
مرت الأمة الإسلامية بمرحلة
ضعف جعلت ملوك أوربا يأتون في حملة صليبية كبيرة بقيادة ملك إنجلترا
"ريتشارد"، ووقعت في أيديهم القدس، وصاروا في أرض الشام، وكان جيش
المسلمين الذي خرج من مصر قد قابل جيوش الصليبين في "حطين"، وحرر
المسلمون القدس، ورجعت حملات الصليبين تحمل مرارة الهزيمة.
وكانت هناك جحافل التتار
التي سارت كالجراد تدمر البلدان التي تمر بها، ساروا في بلاد المسلمين دماراً
وخراباً، فسقطت بغداد وسقطت الشام، وقيد الله للمسلمين "قطز" وجيشه
خرجوا من مصر ليقابلوا جيوش التتار في الشام، فكانت معركة "عين جالوت"
التي انتصر فيها المسلمون، وهزم التتار وانتهت اسطورتهم.
فالآن الأمة الإسلامية في موقف ضعف ويضرب في الشام جيوش
من دول عدة، فهل اقترب الفرج، واقترب انتصار جديد؟ أم ليس بعد والوقت لم يحن
لانتصار المسلمين واستفاقة الأمة؟
المصدر: موقع علامات أونلاين- الاثنين 9 يناير2017
Tags:
الدين والحياة