استثمار الأمطار
د. زياد موسى عبد
المعطي أحمد
مسألة أن مياه الأمطار مشكلة ومعاناة للشعب وتغرق المدن والقرى نتيجة انسداد بالوعات المجاري موضوع لم يعد يوجد في دول العالم، مياه الأمطار نعمة من الله يجب الاستفادة منها بأفضل وجه ممكن،
وهناك تجارب في العديد من الدول العربية والافريقية والأوربية يجب الإسراع في
دراستها لكي نستطيع أن نستثمر مياه الأمطار في أغراض شتى.
مياه الأمطار يجب تجميعها في أماكن مختلفة عن مياه المجاري، ويكون لها مسارات مختلفة لكي نمنع اختلاطها بمياه المجاري.
مياه الأمطار في المدن والقرى وخارج الكتل السكنية يجب أن نحسن الاستفادة منها، مياه الأمطار يجب تجميعها بالطرق
الملائمة من فوق أسطح المنازل ومن الشوارع والطرق السريعة ومن الصحاري ومن الجبال
والهضاب.
أسطح المنازل تكون مائلة في أحد الأجناب ومنها ينزل ماء المطر في ماسورة إلى الشوارع أو المجاري، أرى أنه
يجب أن يتم تعديل هذه المنظومة فيتم نزول هذه المياه في مواسير خاصة بمياه الأمطار
يتم تجميعها في أماكن قريبة من محطات مياه الشرب ومعالجتها لإمداد التجمعات
السكنية بمياه الشرب.
كما أن مياه الأمطار التي تسقط على
الشوارع والطرق التي تربط بين
التجمعات السكنية المختلفة داخل أو خارج هذه التجمعات يجب تجميعها من خلال شبكة
مخصصة لهذا الغرض وتجميعها في أماكن مخصصة لهذا الغرض ويتم استخدامها في الزراعة،
ويكون ذلك من خلال طرق مرصوفة مائلة نحو أحد الجانبين، ويوجد فتحات في الجانب الذي
تم تجميع الأمطار فيه، وتسير المياه في هذه المواسير إلى المكان المخصص لتجميع
المياه، وتكون الطرق مائلة من أعلى لأسفل في اتجاه مكان أو أماكن تجميع مياه
الأمطار، وتجهز هذه الشبكة بأجهزة رفع مياه إذا لزم الأمر، وأرى ألا توجد في الطرق
والشوارع المرصوفة بالوعات في منتصف الطرق، حيث أن أغطية هذه البالوعات تنكسر في
بعض الأحيان، كما أن بالوعات وشبكة الصرف الصحي قد تتسبب في هبوط أرضي في
منتصف الطريق، وتتسبب في حوادث للسيارات وللمارة، وينتج عن ذلك إصابات ووفيات،
ولذلك أرى أن شبكة الصرف الصحي وبالوعات المجاري يجب تكون في أحد جانبي
الطريق، وأرى أنه من المناسب أن تكون في الجانب الآخر الموجود فيه شبكة تجميع مياه
الأمطار.
والأمطار التي تسقط على الأماكن المرتفعة مثل الجبال
وتتسبب في غرق التجمعات السكنية القريبة منها يجب أن يكون مجهز لها مسارات خاصة
يتم تجميع المياه فيها بعيداً عن القرى والمدن لتخزينها وإعادة استخدامها في
الزراعة أو لكي تمد محطات مياه الشرب.
أرى أن
أي مبان جديدة يتم إقامتها، أو
أي طرق أو كباري جديدة يجب أن يراعى فيها أ مواصفات شبكة تجميع مياه الأمطار.
ويجب أن
تتم صيانة لشبكة تجميع مياه الأمطار التي
سوف يتم إنشائها، وكذلك صيانة وتجديد لشبكة مياه الصرف الصحي وعدم إلقائها في مجرى
نهر النيل أو الترع أو المصارف أو أماكن تجميع مياه الأمطار، يجب استثمار مياه
الصرف الصحي بتجميعها في أماكن خاصة لتوليد بيوجاز واستخدام المياه المعالجة من
الصرف الصحي في ري أشجار الزينة أو أشجار يتم زراعتها لغرض صناعة الأخشاب في
مساحات مخصصة لذلك في الصحراء.
مصر غنية
بالعلماء المتخصصون في مجال
المياه الذين يستطيعون رسم خطط مناسبة للاستفادة من كل مصادر المياه المتاحة
للوطن– مياه النيل، وتحلية مياه البحر، ومياه الأمطار، ومعالجة مياه الصرف الصحي -
لتفادي أي أزمة متوقعة في المياه في المستقبل، واستعمال كل مصدر من المياه
الاستعمال الأمثل.
نقطة
مياه قد تعني حياة إنسان
أو حيوان أو نبات، يقول الله عز وجل "وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ
حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ" (الأنبياء: 30)، "وَاللَّهُ أَنزَلَ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ
لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ" (النحل: 65) - لذلك من الواجب علينا أن نحسن
استثمار كل مواردنا من المياه، ومياه الأمطار منحة من الله يجب أن نشكر الله عليها
بأن نستثمرها بأفضل صورة.
المصدر: جريدة الأهرام - الاثنين 27 من محرم 1437 هــ 9 نوفمبر 2015
- السنة 140 العدد 47089- بريد الأهرام .
Tags:
حلول علمية