مدارس صناعية متخصصة
د. زياد موسى عبد المعطي أحمد
تطوير
التعليم الفني ضرورة ملحة لتقدم المجتمع، وتم وضع هدف تطوير التعليم الفني ضمن أولويات
وزارة التربية والتعليم، وأقدم خلال هذه السطور اقتراح بإقامة مدارس صناعية تخصصية
نظام خمس سنوات لتخريج فنيين على مستوى عالي، أتقدم به للمسئولين لدراسته ومدى
إمكانية تطبيقه.
أقترح
إقامة مدارس صناعية تخصصية بحيث تكون كل مدرسة في تخصص واحد فقط، وتكون كل مدرسة في
منطقة معينة على حسب ما تشتهر به هذه المنطقة، مثل إقامة مدرسة في مدينة دمياط
متخصصة في النجارة وصناعة الأثاث، وإقامة مدارس فنية متخصصة في الأسماك والصيد
وصناعات حفظ الأسماك في المناطق الساحلية، ومدارس أخرى في مناطق ساحلية متخصصة في
صناعة السفن والمراكب، ومدارس صناعية للصناعات الغذائية ومنتجات الألبان في
محافظات زراعية، ...... وهكذا.
وأقترح
أن تكون هذه المدارس نظام الخمس سنوات، يتم في البداية في السنة الدراسية الأولى دراسة
نظرية فقط لأساسيات المهنة التي تتخصص فيها المدرسة، عن المواد الخام، وعن
المنتجات وجودتها، مع بعض المواد الأخرى كاللغة العربية واللغة
الانجليزية والحاسب الآلي والرياضيات وغيرها، ثم يبدا التدريب العملي في العام
الدراسي الثاني بعدد ساعات قليل، ويزداد عدد الساعات المخصصة للدراسة العملية في
العام الدراسي الثالث، أما في العام الدراسي الرابع يكون عدد ساعات الدراسة
العملية أكثر من النظرية، وفي العام الخامس الخامس يكون مخصص للدراسة العملية فقط.
وهذه
المدارس يمكن أن يكون بها مصانع صغيرة أو ورش يتدرب فيها الطلاب ويتلقون فيها دراستهم
العملية، وكذلك يتم تسويق منتجات هذه المدارس، ويهدف ذلك إلى أن تكون مثل هذه
المدارس مدارس منتجة، تنتج وتبيع إنتاجها، يمكنها أن تغطي تكاليفها، وأن تهدف
للربح. فعلى مثل هذه المدارس أن يتم تسويق منتجاتها في المعارض، أو تقوم بتسويق
منتجاتها بصورة مناسبة.
ومثل
هذه المدارس تهدف إلى إنتاج فنيين مميزين يحتاجهم سوق العمل في مصر، وكذلك يستطيعون أن
ينافسوا في الأسواق العربية، والأجنبية للحصول على فرص عمل في هذه الدول، وأيضاً
تخريج فنيين يستطيعوا أن يقيموا مشاريع صغيرة في تخصصاتهم.
ومثل
هذه المدارس تستطيع أن تنتج فنيين على درجة معقولة من الثقافة، وعلى درجة كبيرة من
المهارة والتدريب، يستطيعون أن يشقوا طريقهم في سوق العمل، وألا يقف خريجو هذه
المدارس في طابور البطالة.
وهذا
النظام أعتقد أنه سوف يقدم خريج مستواه أعلى من المدارس الفنية المنتشرة الآن نظام الثلاث سنوات،
حيث أني أرى في محيط المنطقة التي أعيش فيها أغلب خريجي هذه المدارس لا يجيدون
التخصصات التي درسوها، حيث أنهم يعملون في مهن غيرها، فمثلاً خريج أقسام السباكة
يعملون في النجارة، وخريجو أقسام النجارة يعملون في مجال السباكة، وغير ذلك.
والاهتمام
بالتعليم الفني، وتخريج فنيين على درجة عالية من الكفاءة أفضل من برامج التعليم
التحويلي الذي يتم فيه تعليم خريجي الجامعات حرفة من الحرف في برنامج مدته ستة
شهور، فيكون خريج برنامج التدريب التحويلي مثل من رقص على السلم، فهو لم يستفد من
تخصصه في الجامعة، ولم يحصل على التدريب الكافي ليتقن الحرفة الجدية بالنسبة له،
بالإضافة إلى الاحباط الذي يعانيه.
مقالة منشورة لـ "زياد موسى عبد المعطي": جريدة الجمهورية
-الجمعة 28 من ذي القعدة 1431 هـ -5 من نوفمبر 2010م – العدد 20766 – صـ13.