بحوث ... بناءً على طلب الجماهير
د. زياد موسي عبد المعطي
هناك العديد من المستثمرين المصريين الذين يستثمرون
أموالهم في مصر يواجهون مشاكل تسبب لهم خسائر اقتصادية كبيرة. ويمكن تقليل
هذه الخسائر أو القضاء عليها بتعاون هؤلاء المستثمرين مع العلماء. وتوجيه جزء من
استثماراتهم للبحث العلمي.
مثلاً في مجال الاستثمارات الزراعية هناك بعض
الأمراض النباتية التي تصيب بعض النباتات تسبب خسائر فادحة للمزارعين، وهناك العديد من
المستثمرين لهم المئات بل الآلاف من الأفدنة في الاراضي الجديدة المستصلحة، بعضهم
يزرع هذه الأراضي فواكه فقط. وهناك بعض الأمراض النباتية تضر بشكل كبير بإنتاجية
هذه الفواكه قد تصل الخسارة في المحصول إلى الثلث. أو قد تقضي على المحصول
نهائياً، وكذلك المستثمرين في مجال الثروة الحيوانية توجد بعض الأمراض التي تصيب
الحيوانات، والتي تؤثر بالسلب على انتاجية المزارع الحيوانية.
وكذلك بالنسبة للاستثمارات الصناعية توجد
مشاكل يمكن حلها من خلال البحث العلمي مثل تحسين جودة المنتجات.
وكذلك يمكن انتاج منتجات جديدة منافسة للسلع الاجنبية من خلال البحث العلمي.
وإني اقترح ان يتم تخصيص واحد أو نصف في المائة من
صافي أرباح المستثمرين الكبار في المجالات المختلفة لتمويل صندوق يخصص للبحث
العلمي، يشرف على هذا الصندوق مجلس أمناء يتكون من ممثلين عن كبار المستثمرين،
ومجموعة من كبار العلماء في المجالات المختلفة. وممثلين عن الحكومة من المسئولين
في وزارة البحث العلمي. ومراكز البحوث والجامعات، يهدف هذا الصندوق إلى حل
المشكلات التي يواجها المستثمرون من خلال اسلوب علمي وحلول علمية يقدمها العلماء
في مصر، وفي نفس الوقت يوفر هذا الصندوق تمويلا ضخماً للبحث العلمي، وأموال هذا
الصندوق ليست دعما للبحث العلمي ولا أموال صدقات بل استثمارات سوف تجلب وتسبب في
مزيد من الارباح للمستثمرين. يتم تحديد المواضيع المهمة للبحث العلمي من خلال
المشاكل الكبيرة التي توجه المستثمرين. وبذلك يكون الربط عملياً بين البحث العلمي
واحتياجات السوق. وأن يكون منتجات ومخرجات البحث العلمي طبقاً لاحتياجات السوق. أو
تكون مخرجات البحث العلمي بناءً علي طلب المستثمرين. أو بتعبير آخر بناء على طلب
الجماهير. وتسويق هذه المخرجات أو المنتجات مضمون مسبقاً.
وقد يقول قائل إنه بالفعل يوجد هناك صناديق أخري
موجودة لتمويل البحث العلمي يتم تمويلها من خلال وزارة البحث العلمي، أو هيئات
حكومية مختلفة، وكذلك من خلال مؤسسات أهلية مثل مؤسسة مصر الخير، إني أري اننا
لابد ان نحلم ونسعى لمزيد من هذه الجهود لتحقيق نهضة علمية، والنهضة العلمية هي
قاطرة التنمية، وهي التي تجذب لشعوب إلى الامام، والجهود الحكومية، والتمويل
الحكومي وحده لا يكفي، ولذلك فلابد من أن تتعاون جميع الجهود لزيادة الاهتمام
بالبحث العلمي من خلال القطاعات الحكومية والاهلية والقطاع الخاص لكي نحقق نهضة
علمية تقود مصر لنهضة شاملة، وأري أن يساهم المستثمرون في تشجيع العقول
المصرية المبدعة في إنتاج سلع وابتكارات وطنية جديدة بدلاً من استيرادها جاهزة من
الخارج.
مقالة منشورة لـ" د. زياد موسى عبد المعطي": جريدة الجمهورية المصرية - الجمعة 28 من شعبان 1432
هـ - 29 من يوليو 2011 م - العدد 21032 – صـ 13.